السبت، 31 أغسطس 2013

مدينة بلخ



قيل عن مدينة بلخ: إنها مدينة خراسان العظمى[1]، وسمّتها بعض المصادر بالإسكندرية لأن الاسكندر الأول قام ببنائها[2]. اشتهرت بخيراتها وغلالها الكثيرة التي تحمل إلى أنحاء خراسان وخوارزم[3]، وفيها أسواق وصناعات، ويتوسط المدينة المسجد وتحيطه الأسواق[4].
ومثل معظم المدن القديمة فللمدينة سور له أبواب ويمر بها نهر دهاس الذي يسقي رساتيقها، وتحف المدينة البساتين والكروم[5]. ومن أجمل وأشمل الأوصاف ذلك الوصف الذي ذكره المقدسي "بحسن موقعها وسعة طرقها وبهجة شوارعها وكثرة  أنهارها والتفاف شجرها وصفاء مائها وإشراق قصورها وسور مدينتها ومسجد جامعها وإحكام صنعته وجلالة موضعه، ليس بأقاليم العجم مثلها حسناً ويساراً"[6]. وأشهر مدن بلخ الجوزجان، والباميان، والفارياب وكابل وغزنة، وخلم[7].


[1]- اليعقوبي: البلدان، ص50؛ الحميري: الروض المعطار، ص96.
[2]- ابن الفقيه: البلدان، ص317؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، م1، ص713.
[3]- ياقوت الحموي: معجم البلدان، م1، ص713؛ البغدادي، صفي الدين عبد المؤمن بن عبدالحق (ت739هـ): مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، ط1، تحقيق وتعليق علي محمد البجاوي، مصر، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1373هـ/ 1954م، جـ1، ص217.
[4]- الحميري: الروض المعطار، ص96. 
[5]- الاصطخري: مسالك الممالك، ص155-156؛ ابن حوقل: صورة الأرض، ص373.
[6]- المقدسى: أحسن التقاسيم، ص302.
[7]- المقدسي: أحسن التقاسيم، ص195؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، م1، ص481.

مدينة مرو



تقع مدينة مرو فى الربع الشمالي لإقليم خراسان، وهي أيضا من أشهر مدن الإقليم، حتى قيل عنها "ملكة الدنيا"، إذ يمر بها نهر المرغاب الذي يتفرع إلى جداول عديدة[1]، ويرى البلدانيون أن المدينة القديمة تعود إلى ذي القرنين[2]. وسماها العرب "أم خراسان"[3]، واشتهرت بالمنسوجات الرقيقة "الشاهجاني"[4]، لذا اطلق عليها " مرو الشاهجان"، وتميزت بمساجدها الثلاثة[5]، وللمدينة أربعة أبواب، ويشير ابن حوقل إلى أهمية مرو العسكرية إذ كانت منطلق المسلمين في بداية الأمر حتى استقامت مملكة فارس للمسلمين[6]. أما مدن ربع مرو وكورها فأشهرها: ابيورد، آمل الشط، خوارزم، زم، سرخس، الطالقان، مرو الروذ، ونسا[7].


[1]- الاصطخري: مسالك الممالك، ص148؛ لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية، ص439.
[2]- الاصطخري: مسالك الممالك، ص147؛ ابن الفقيه: البلدان، ص316؛ ابن حوقل: صورة الأرض، ص364؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، م4، ص507؛ ابن الوردي: خريدة العجائب، ص161.
[3]- الثعالبي: لطائف المعارف، ص401؛ ابن الوردي: خريدة العجائب، ص161؛ الحميري: الروض المعطار، ص532.
[4]- ياقوت الحموي: معجم البلدان، م4، ص507.
[5]- ابن حوقل: صورة الأرض، ص364؛ الحميري: الروض المعطار، ص533.
[6]- ابن حوقل: صورة الأرض، ص365.
[7]- المقدسي: أحسن التقاسيم، ص299؛ ياقوت الحموي: معجمم البلدان، م4، ص506.

مدينة هراة



عدت مدينة هراة واحدة من أعظم مدن خراسان، وأتخذها الولاة قصبة ولاية خراسان لأهميتها[1]، إذ امتازت بعمارتها وسعة مساحتها[2]، ولخص القزويني أهميتها بقوله: "ما كان بخراسان مدينة أجل ولا أعمر ولا أحصن ولا أكثر خيراً منها، بها بساتين كثيرة ومياه غزيرة"[3]. كما تمتعت هراة بنشاط وحركة تجارية مزدهرة مع باقي المدن الخراسانية، بل هي محط لإنزال الحمولات الآتية من فارس إلى خراسان[4].


[1]- اليعقوبي: البلدان، ص42؛ الاصطخري: مسالك الممالك، ص146؛ ابن حوقل: صورة الأرض، ص363، 366؛ المقدسي: أحسن التقاسيم، ص295، 298، 300.
[2]- اليعقوبي: البلدان، ص44؛ ابن رسته، أبو علي أحمد بن عمر (ت300هـ): الأعلاق النفيسة، ليدن، مطبعة بريل، 1893م، ص183.
[3]- آثار البلاد وأخبار العباد، ص481.
[4]- الاصطخري: مسالك الممالك، ص150؛ المقدسي: أحسن التقاسيم، ص324؛ معجم البلدان، م4، ص958.

مدينة نيسابور



 كانت مدينة نيسابور أكثر مدن خراسان أهمية، وهي التي تمثل الربع الغربي من خراسان، والتي يقال: إن اسمها نسبة إلى سابور* الذي قام ببنائها[1]، كما أطلق عليها أيضاً اسم "أبر شهر"[2]، وهناك من البلدانيين من يسميها "ايرانشهر"[3].
ووثقَّ كثير من المؤرخين ثراء نيسابور الاقتصادي ودورها العلمي فعدها الثعالبي "سُرة خراسان وغرتها"[4]، أما المؤرخ والجغرافي المقدسي، فوصف عمرانها وسعة مساحتها بقوله "وهي كورة واسعة جليلة الرساتيق والضياع والقنى"[5]، ويؤكد ذلك السمعاني بقوله: إنها "أحسن مدينة وأجمعها للخيرات بخراسان"[6]، وهذا الجغرافي الاصطخري يدون وصفة لطبيعتها وعمرانها، فيشير إلى أنها مدينة جميلة في مستوى الأرض وأبنيتها من طين، قديمة البناء وفيها ربض كبير آهل بالسكان يحيط بها، ومسجد جامع في ربضها ولها أربعة أبواب وهي عامرة بالرساتيق، وعد نيسابور "قلباً لما حولها من البلاد والأقطار"، مؤكداً أن ليس بخراسان مدينة أصح هواءً ولا أكبر من نيسابور. ويضم ربع نيسابور عدداً من المدن والرساتيق والكور مثل: باذغيس، بوشنج، طوس، قوهستان[7].


*- سابور هو ثاني ملوك الساسانيين الفرس. الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ2، ص58: 61.
[1]- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ2، ص58؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، جـ4، ص857؛ الحميري: الروض المعطار، ص88؛ شيخ الربوة: نخبة الدهر، ص225.
[2]- الاصطخري: مسالك الممالك، مج1، ص145؛ ابن حوقل: صورة الأرض، ص361.
[3]- المقدسي: أحسن التقاسيم، ص299؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، م2، ص857.
[4]- الثعالبى: لطائف المعارف، ص191.
[5]- المقدسى: أحسن التقاسيم، ص299.
[6]- السمعاني: الأنساب، مج4، ص456، الحديثي: ظفار، مدينة نيشابور، ص46-47.
[7]- الإصطخرى: مسالك الممالك، ص145-146.