السبت، 31 أغسطس 2013

مدينة نيسابور



 كانت مدينة نيسابور أكثر مدن خراسان أهمية، وهي التي تمثل الربع الغربي من خراسان، والتي يقال: إن اسمها نسبة إلى سابور* الذي قام ببنائها[1]، كما أطلق عليها أيضاً اسم "أبر شهر"[2]، وهناك من البلدانيين من يسميها "ايرانشهر"[3].
ووثقَّ كثير من المؤرخين ثراء نيسابور الاقتصادي ودورها العلمي فعدها الثعالبي "سُرة خراسان وغرتها"[4]، أما المؤرخ والجغرافي المقدسي، فوصف عمرانها وسعة مساحتها بقوله "وهي كورة واسعة جليلة الرساتيق والضياع والقنى"[5]، ويؤكد ذلك السمعاني بقوله: إنها "أحسن مدينة وأجمعها للخيرات بخراسان"[6]، وهذا الجغرافي الاصطخري يدون وصفة لطبيعتها وعمرانها، فيشير إلى أنها مدينة جميلة في مستوى الأرض وأبنيتها من طين، قديمة البناء وفيها ربض كبير آهل بالسكان يحيط بها، ومسجد جامع في ربضها ولها أربعة أبواب وهي عامرة بالرساتيق، وعد نيسابور "قلباً لما حولها من البلاد والأقطار"، مؤكداً أن ليس بخراسان مدينة أصح هواءً ولا أكبر من نيسابور. ويضم ربع نيسابور عدداً من المدن والرساتيق والكور مثل: باذغيس، بوشنج، طوس، قوهستان[7].


*- سابور هو ثاني ملوك الساسانيين الفرس. الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ2، ص58: 61.
[1]- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، جـ2، ص58؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، جـ4، ص857؛ الحميري: الروض المعطار، ص88؛ شيخ الربوة: نخبة الدهر، ص225.
[2]- الاصطخري: مسالك الممالك، مج1، ص145؛ ابن حوقل: صورة الأرض، ص361.
[3]- المقدسي: أحسن التقاسيم، ص299؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، م2، ص857.
[4]- الثعالبى: لطائف المعارف، ص191.
[5]- المقدسى: أحسن التقاسيم، ص299.
[6]- السمعاني: الأنساب، مج4، ص456، الحديثي: ظفار، مدينة نيشابور، ص46-47.
[7]- الإصطخرى: مسالك الممالك، ص145-146.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق